أعظم نعمة في الوجود
أنعم الله تعالى على الإنسان بنعم لا حصر لها، فما زال كل واحد منا يتقلب في نعم الله وفضائله، فهو سبحانه من أنعم علينا بالسمع و البصر حين حُرمها كثير من الناس، وأنعم علينا بالعقل و الصحة و المال والأهل، بل سخر لنا الكون كله بشمسه وسمائه وأرضه ومخلوقاته {وَإِنْ تَعُدُّوا نِعْمَةَ اللَّهِ لَا تُحْصُوهاَ} (النحل: 18).
ولكن كل هذه النعم تنتهي بانتهاء حياتنا القصيرة.. أما النعمة الوحيدة التي تثمر السعادة والطمأنينة في الدنيا ويمتد أثرها إلى الآخرة، فهي نعمة الهداية للإسلام، وهي أكبر نعمة أنعم الله بها على عباده.
ولهذا نسب الله هذه النعمة إليه سبحانه تشريفاً لها عن غيرها من النعم، فقال سبحانه: {الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الْإِسْلَامَ دِينً} (المائدة: 3).
وما أعظم نعمة الله على الإنسان حين يخرجه من الظلمات إلى النور ويهديه للدين الذي ارتضاه له، ليحقق المقصد والوظيفة التي خلق من أجلها وهي عبادة الله، فينال سعادة الدنيا وحسن ثواب الآخرة.
وما أعظم منة الله وفضله علينا حين يصطفينا ويختارنا لنكون من خير أمة أخرجت للناس لنحمل كلمة لا إله إلا الله، التي بعث الله بها كل الأنبياء عليهم الصلاة والسلام.
ولما ظن بعض الجهلة أن الفضل لهم في إسلامهم وجعلوا يمتنون بذلك على النبي صلى الله عليه وسلم نبههم أن الفضل والمنة كلها لله بأن يسر لهم الهداية لهذا الدين، فقال الله تبارك وتعالى: {يَمُنُّونَ عَلَيْكَ أَنْ أَسْلَمُوا قُلْ لَا تَمُنُّوا عَلَيَّ إِسْلَامَكُمْ بَلِ اللَّهُ يَمُنُّ عَلَيْكُمْ أَنْ هَدَاكُمْ لِلْإِيمَانِ إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ } (الحجرات: 17).
فنعم الله تعالى كثيرة، ومع هذا فالنعمة الوحيدة التي ذكر الله منَّه بها علينا هي نعمة الإسلام والهداية لعبادته وتوحيده.
ولكن هذه النعمة بحاجة إلى الشكر لتبقى وتثبت، كما قال تعالى: {لَئِنْ شَكَرْتُمْ لَأَزِيدَنَّكُمْ} (إبراهيم: 7).
فكيف يكون شكر هذه النعمة؟
يكون بأمرين
التعريف بالإسلام والدعوة إليه بحكمة وبصيرة.
التمسك بالدين والصبر على الأذى فيه.