كيف يدخل الإنسان في الإسلام

يدخل الإنسان في الإسلام إذا تلفظ بالشهادتين عالماً بمعناها موقناً بها، منقاداً لدلالاتها، والشهادتان هما :

  1. أشهد أن لا إله إلا الله (أي أشهد وأعتقد أن لا معبود بحق إلا الله فأعبده وحده لا شريك له).
  2. وأشهد أن محمداً رسول الله (أي أشهد أن محمداً رسول الله إلى الناس كافة، مطيعاً لأوامره، مجتنباً لنواهيه وأن أعبد الله وفق شرعه وسنته). (انظر ص 32-37).

اغتسال المسلم الجديد:

إن لحظة دخول الإنسان في الإسلام هي أعظم لحظات حياته، وهي ولادته الحقيقية التي عرف بعدها سبب وجوده في هذه الحياة، ويشرع مع دخوله في الدين أن يغتسل ويعمم بدنه بالماء فكما طَهَّرَ باطنه من الشرك والمعاصي استحب له أن يطهر ظاهره بالاغتسال بالماء.

وقد أمر النبي صلى الله عليه وسلم أحد الصحابة -وهو من سادات العرب- لما أراد الدخول في الإسلام أن يغتسل (البيهقي 837).

التوبة

التوبة هي الرجوع والعودة إلى الله، فكل من أقلع عن معصيته وكفره وعاد إلى الله صادقاً من قلبه فقد تاب إلى الله.

والمسلم بحاجة للتوبة والاستغفار في كل مراحل حياته لأن الإنسان يخطئ بطبعه، وكلما أخطأ شرع له أن يستغفر الله ويتوب إليه.

ما شروط التوبة الصحيحة؟

إن التوبة من الذنوب كلها ومنها الكفر والشرك لا بد أن تجمع شروطاً حتى تقبل وتصح، ومن شروطها:

  1. الإقلاع عن المعصية:

فلا تصح التوبة من المعصية مع الاستمرار في فعلها حال التوبة، أما إن عاود الذنب بعد التوبة الصحيحة، فلا تبطل توبته المتقدمة، ولكنه يحتاج إلى توبة جديدة وهكذا.

  1. الندم على ما سلف من الذنوب والمعاصي:

ولا تتصور التوبة إلا من نادم حزين آسف على مابدر منه من المعاصي، ولا يعد نادماً من يتحدث بمعاصيه السابقة ويفتخر بذلك ويتباهى بها، ولهذا قال صلى الله عليه وسلم: "الندم توبة" (ابن ماجه 4252).

  1. العزم على عدم العودة:

فلا تصح التوبة من عبد ينوي الرجوع إلى الذنب بعد التوبة.

خطوات لتحقيق العزم:

  • أن يعاهد نفسه على أن لا يعود إلى ما كان عليه طرفة عين مهما كانت الظروف والعقبات، وقد قال صلى الله عليه وسلم: "ثلاث من كن فيه وجد بهن حلاوة الإيمان" وذكر منها: "وأن يكره أن يعود في الكفر بعد أن أنقذه الله منه كما يكره أن يقذف في النار" (البخاري 21، مسلم 43).
  • البعد عن الأشخاص والأماكن التي تضعف إيمانه وتسول له المعصية.
  • الإكثار من دعاء الله عز وجل بالثبات على دينه حتى الممات بأي صيغة وأي لغة، ومن ذلك ما ورد في القرآن والسنة:
    • {رَبَّنَا لَا تُزِغْ قُلُوبَنَا بَعْدَ إِذْ هَدَيْتَنَا} (آل عمران: 8).
    • "يا مقلب القلوب ثبت قلبي على دينك" (الترمذي 2140).

ماذا بعد التوبة؟

إذا تاب الإنسان وأناب فإن الله جل وعلا يغفر الذنوب جميعاً مهما كبرت وتعاظمت، فرحمته سبحانه وسعت كل شيء، كما قال تعالى: {قُلْ يَا عِبَادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلَى أَنْفُسِهِمْ لَا تَقْنَطُوا مِنْ رَحْمَةِ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعًا إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيم} (الزمر: 53).

فيخرج المسلم بعد التوبة الصادقة الصحيحة ولا ذنب عليه، بل إن الله تعالى يكافئ الصادقين المخبتين النادمين حق الندم بمزية عظيمة: فيبدل سيئاتهم حسنات، كما قال سبحانه وتعالى: {إِلَّا مَنْ تَابَ وَآَمَنَ وَعَمِلَ عَمَلًا صَالِحًا فَأُولَئِكَ يُبَدِّلُ اللَّهُ سَيِّئَاتِهِمْ حَسَنَاتٍ وَكَانَ اللَّهُ غَفُورًا رَحِيمً} (الفرقان: 70).

ومن كانت هذه حاله فحري به صيانة تلك التوبة وبذل الغالي والنفيس حتى لا يقع في حبائل الشيطان المؤدية إلى انتكاسته.

حلاوة الإيمان:

من كان حب الله ورسوله أعظم حب لديه، وصار يحب الآخرين بقدر قربهم من الله وصحة دينهم وإسلامهم، وصار يبغض الرجوع لما كان عليه من الكفر والشرك والضلال كما يكره أن يحرق بالنار، فحينها سيجد للإيمان حلاوة ولذة في قلبه بما يجده من الأنس بالله والاطمئنان والسعادة بشرع الله ونعمته عليه بالهداية، كما قال صلى الله عليه وسلم: "ثلاث من كن فيه وجد بهن حلاوة الإيمان: أن يكون الله ورسوله أحب إليه مما سواهما، وأن يحب المرء لا يحبه إلا لله، وأن يكره أن يعود للكفر بعد إذ أنقذه الله منه كما يكره أن يقذف في النار". (البخاري 21، مسلم 43).

يجد المسلم حلاوة الإيمان إذا كره أن يعود للكفر كما يكره أن يقذف في النار.

شكر نعمة الهداية والتوبة

من أعظم ما يفعله المسلم لشكر نعمة الله عليه بالتوبة والهداية:

  1. التمسك بالدين والصبر على الأذى فيه:

فمن امتلك كنزاً ثميناً حرص على حفظه من أن تناله يد العابثين والسارقين وصانه من كل ما يؤثر فيه، والإسلام هو أعظم هدية للبشرية جمعاء، وليس هو توجه فكري مجرد أو هواية يمارسها الإنسان متى شاء، بل دين يحكم كل حياته بحركاتها وسكناتها، ولهذا قال الله تبارك وتعالى لرسوله يأمره بقوة التمسك بالإسلام والقرآن وعدم التنازل في ذلك لأنه على الصراط المستقيم: {فَاسْتَمْسِكْ بِالَّذِي أُوحِيَ إِلَيْكَ إِنَّكَ عَلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيم} (الزخرف: 43).

وينبغي أن لا يحزن المسلم أنه لاقى شيئاً من البلاء بعد إسلامه، فهذه سنة الله في الابتلاء، ومن هم خير منا ابتلوا أشد البلاء فصبروا وجاهدوا، فهاهم أنبياء الله قص الله لنا قصصهم وكيف أتتهم صنوف البلاء من الأقارب قبل الأباعد، فما وهنوا لما أصابهم في سبيل الله وما بدلوا وما غيروا. فهو اختبار من الله لصدق إيمانك وقوة يقينك، فكن على قدر هذا الامتحان، واستمسك بهذا الدين، وادع الله كما كان النبي صلى الله عليه وسلم يكثر من الدعاء بقوله: "يا مقلب القلوب ثبت قلبي على دينك" (الترمذي 2140).

وفي هذا المعنى يقول الله تبارك وتعالى {أَحَسِبَ النَّاسُ أَنْ يُتْرَكُوا أَنْ يَقُولُوا آَمَنَّا وَهُمْ لَا يُفْتَنُونَ • وَلَقَدْ فَتَنَّا الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ فَلَيَعْلَمَنَّ اللَّهُ الَّذِينَ صَدَقُوا وَلَيَعْلَمَنَّ الْكَاذِبِينَ} (العنكبوت: 2-3).

  1. الاجتهاد في الدعوة إليه بالحكمة والموعظة الحسنة:

وهي من أعظم وسائل شكر نعمة الإسلام على الإنسان، كما أنها أعظم أسباب الثبات على دين الله، ومن نجا من مرض خطير وصح جسمه من داء عضال طالما أتعبه وأمرضه وأفسد أيامه ولياليه ثم عرف وصفة العلاج الناجع: كان أحرص الناس على نشرها بين الناس، وبالذات بين أهله وأقاربه وأحب الناس إليه. وهي ما سيتم توضيحه فيما يلي: